الصراع بين ابن رشيد والفقير على مدائن صالح سنة 1326هـ
الموقع الاستراتيجي لمدائن صالح في العهد العثماني والتي تعرف قديمـًا بالحجر موقعـًا استراتيجيًا
على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر
كما ان للمكان شهرته التاريخية التي استمدها من موقعه على طريق التجارة القديم الذي
يربط جنوب شبه الجزيرة العربية بالشام ولذلك بأن الصراع على هذه المنطقة امتد حتى
منتصف القرن العشرين الميلادي ومن نماذج هذا الصراع على هذه المنطقة المهمة
والقريبة من المدينة المنورة صراع ابن رشيد والفقير سنة 1326هـ .
وكان الصراع في عهد الأمير سعود بن عبدالعزيز الرشيد حيث ادى به طموحه
بالاستلاء على مدائن صالح بشن غزوة كبيرة على الفقير في مدائن صالح فقام بحصار قبيلة الفقير
التي تسكن مدائن صالح وقد برر قيامه في هذا الغزو بأن الفقير اوعز
الى بعض افراد قبيلته بالاعتداء على حقوق وممتلكات الدولة العليا الواقعة تحت نفوذ
وحماية ابن الرشيد وقتلهم لبعض الجنود في منطقته وعدم محاسبتهم من قبل الجهات
المعنية بتلك المنطقة وتذمره من الاعتداء عليه .
حيث ان قبيلة الفقرا كانت في عهد شيخها مطلق الفقير والذي يعد الحفيد
السابع للشيخ صالح الفقير ونفوذها من مدائن صالح حتى خشم صنعا شمالاً وحتى تيماء
شرقـًا وغربـًا حرة عويرض وجنوبـًا مع ابناء عمومتهم ولد علي حتى خيبر التي هي
ملك قبيلة عنزة وكانت تؤخذ الخاوة منذ عهد ابناء الشيخ صالح الفقير على مناطق نفوذهم ,وكانت تتمتع بقوة
عسكرية كبيرة كما اشارت الوثائق العثمانية وكانت مكلفة بحماية ورعاية مصالح الدولة
العثمانية في مدائن صالح .
والفقير كما هو معروف بدأت زعامته في مطلع القرن الحادي عشر الهجري وانضمت تحت سلطته قبائل المنابهه بمسماها الجديد "الفقرا" كما اشارت المخاطبات والمكاتبات بينه وبين الجهات الاخرى .
والفقير كما هو معروف بدأت زعامته في مطلع القرن الحادي عشر الهجري وانضمت تحت سلطته قبائل المنابهه بمسماها الجديد "الفقرا" كما اشارت المخاطبات والمكاتبات بينه وبين الجهات الاخرى .
وبعد المراسلات التي تمت ما بين والي المدينة المنورة وبعض المحافظين
والسلطنه العثمانية في اسطنبول التي ردت بما يلي لمعالجة هذا الصراع :
1- التوجيه الى ابن رشيد
بضرورة فك حصاره عن مدائن صالح والعودة الى مناطق نفوذه تفاديـًا لقيام الفقير
بمواجهة قوات ابن رشيد مما يخلق فوضى بالمنطقة ويضران بمصالح الدولة العليا حيث
كلاهما حليفان قويان للدولة العليا العثمانية.
2- السبب في هذه الغزوة
هو رغبة ابن رشيد بالتوسع في ولاية سوريا ثم التوسع في ولاية بغداد
3- ان تصرفات ابن رشيد
تخل بمصالح الدولة العثمانية في المنطقة حيث ان ابن رشيد والفقير يقومان بتقديم
الخدمات الجليلة للدولة العثمانية ذاتها .
4- تقع مسئولية فك
الاشتباك بين الفقير وابن الرشيد على عاتق القوات العثمانية المتواجدة في المنطقة
.
وبناء على هذه التوجيهات تم الصلح بين ابن رشيد والفقير حسب ما تضمنت
توجيهات دائرة الحرب العسكرية العثمانية في اسطنبول .
المصدر / مجموعة وثائق عثمانية برقم BEO*/3771/282779/13/14/1328C19
*رحلة استكشافية
أثرية إلى الجزيرة العربية (أنطونان جوسن – رفائيل سافينياك).
طلال بن محمد الفقير
