لا يشبع شعور الوجد سوى العطاء , ومن يزرع الورد سيشم رائحته العابرون
,ولا يدرك قيمة تلك الصفات الجميلة ألا من شاهد وسمع ضجيج مجتمعات تساوم على دماء
ابنائها بمبالغ فلكية ..!
ما أعظم من تلك المصيبة عندما تفقد فلذة كبدك والأمر منها عندما تعلم
أن سبب موته أنه مات مقتولاً ..!
وتأتي أليك الجاهات وتفتح أمام ناظريك الخزائن والعطايا فقد أتت أليك
الدنيا متزينة ومتبهرجة بفتنتها , ما أشدها من فتنة لكن مع هذا كله رفضها صياح بن
رحيل الفقير وطلب ما عند الله لأنه يعلم بأن الدنيا موطئ للعابرين , فطلب ما عند
الله وتنازل عن قصاص أبنه دون قيد أو شرط أنما لوجه الله ارادها تجارة رابحة مع
الله وليس تجارة مع البشر واليوم هو تحت التراب فرحم لله رحيل بن صياح الفقير الذي
رحل عن الدنيا وترك لمن خلفه الدروس والعبر .
فقد رحل وشيعوه محبيه وتكحلت العلا بالسواد على رحيله ورثته الصحف
بعناوينها ودعاء له الخطباء بمنابرهم وبكاءه من لا يعرفه ولكنه يعرف فعله الطيب ,
وتألم وعانى الفقد لمن يعرفه هكذا هم النبلاء عندما يرحلون .
https://www.youtube.com/watch?v=Cq6KnwxmQ2U
