مؤلم جدًا عندما يتلاعب بالتاريخ بحقبة تاريخية هامة لقبيلة عريقة
بحدث هام بعذر قبيح وهم يبررون ان المجد نريده للجميع رغم ان البطل الحقيقي لهذه المعركة تم نفيه من
القصيدة ..!
متى يعلم هؤلاء ان التاريخ تاريخ وان كان ولا بد من "الهياط"
سيجدونه بمكان آخر , المسألة لا تقف على أحداث تاريخية رغم اهميتها ولكن هناك
ارتباط تاريخي متسلسل يبحث عنه الباحثون في التاريخ وهؤلاء المتطفلون الذين مارسوه
بالتطفل والتدليس بمحتويات ابيات القصيدة وتحريف الأسماء جعل الباحثين في حيرة وأحب أن اشكر ابناء عمومتي من الباحثين الذين تناول
جدية هذه القصيدة والابيات التي اضيفت اليها منذ عام (2010م) وأخص
بالذكر الباحث القدير فايز الرويلي الذي فتح النقاش حول مصداقية هذه القصيدة
وأحداثها التاريخية..!
ان قبيلة المصاليخ هي البطل الحقيقي لهذا المسلسل التاريخي الهام من
قصيدة النجيدي بن مذهل المصلوخي بتصادمهم مع محفوظ السردي وقد انتصر المصاليخ
احفاد صاعد بسواعدهم التي لا تعرف الجبن والذل فهؤلاء أبناء منبه لا يعرفون ألا
الشموخ وقد مثلهم بتلك المعركة البطولية
الشيخ قعدان ابو شاربين وكانت المعركة في ميقوع سنة 1030هـ وقد اشار كتاب
الخالدي لهذا النص التاريخي الهام .
وقد شكلت بعد مسيرة الهجرات لقبيلة عنزة قوتان قوة في الشمال وقوة
بالجنوب بقيادات منفصلة وقد أوضح ذلك المستشرقين بما فيهم بوركهارت وغيره .
واستطاعت المصاليخ ان تواصل مسيرها حتى استقرت حوران وقد لحقهم بعد ذلك ابناء عمومتهم من
ولدعلي والحسنه ما بعد 1100هـ تقريبـــًا
(1700م) حيث ولي من المصاليخ عبدالخالق اليعيش حاكمــًا على عجلون وقد ذكر الشيخ
فاروق نواف السريحين في كتابه (تاريخ مدينة الرمثا ولوؤاها ) (عن عائلة اليعيش
بانهم ينتسبون إلى جدهم محمد بن يعيش الملقب البرم) وهو احدى أحفاد عبدالخالق
اليعيش الملقب (أبو الريش) من عشيرة المصاليخ من المنابهة من بني وهب إحدى بطون
عنزة القبيلة الشهيرة وكان عبدالخالق المذكور أعلاه حاكمــًا منطقة عجلون في عهد
السلطان العثماني (مراد خان الرابع) وكان عالما ماهرا وفي اثناء وجوده حاكما في
عجلون قام احد أفراد عائلته بقتل رجل من المنطقة غادر على أثرها عبدالخالق واتجه
إلى حوران حيث اقاربه المصاليخ كما اتصل بعض من عائلته واتجهوا نحو بلاد حارثة في
فلسطين وقام عبدالخالق بعد تأمين أهله عند اقاربه واتجه الى الآستانة وقابل
السلطان هناك فأكرمه وانعم عليه وقربه منه وأعطاه ريشتين من ذهب توضعان على
العمامة لقب بابي الريش وخصص له ما هيه من واردات الحج الشريف وعاد إلى قومه في
منطقة المزيريب بحوران ليعيش وأهله فيها , وفي احدى السنوات التي قدمت فيها عشائر عنزة للمنطقة حدث خلاف
بينهم وبين عشيرة السردية نشبت على أثرها معركة (رجم الشور) جوار المزيريب عام
(1700م) تقريبـًا تغلب فيها المصاليخ العنزية على السردية وحلفائهم وقتلوا زعيمها
المحفوظ السردي وانتزعوا سيادة المنطقة من الشام إلى البلقا مع عشائر عنزة ولد علي
وبعد وفاة محمد بن يعيش الملقب بالبرم قام أحد أفراد عشيرة أبي ريشة من عشائر
الموالي السورية بقتل الصخيري من المصاليخ واتهم أبناء محمد البرم بقتله وغادروا
المزيريب إلى القرى المجاورة فذهب قسم منهم إلى قرى الجيزة (درعا) وأم المياذن
(قرية) ويدعون بالبرم وكذلك في طفس ويدعون البردان وكان لهم أقارب في سمخ يدعون
المفالحة وتفرعت عشيرة البرم من نسل الشيخ محي الدين في الرمثا إلى عشيرتين
السريحين والرمضان وحاليا منهم الدكتورعلي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب ) .
واليكم القصيدة بتاريخها من اصحاب الشأن وهذا ما يتوافق مع المصادر
التي تم الاشارة اليها والله من وراء القصد .
طلال بن محمد الفقير
