السبت، 21 أبريل 2018

ثقافة القدر ..





اختناق كبير في احدى المتاجر حتى ذرات الأوكسجين فنيت ولم تعد ذره واحدة من كثرة الشفاطين للأوكسجين مما اضطر الدفاع المدني من رفع حالة التأهب للإنقاذ هؤلاء المشغوفين على شراء ذلك القدر المهترئ والذي سبق وأن تم الترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي ..!

ما الفائدة من سعر زهيد وبضاعة رديئة فالوضع لا يستحق أن يلقوا بأرواحهم إلى التهلكة من أجل الضفر بذلك القدر والغائب عن وزارة التجارة ؟!..

على طاري القدر تذكرت قصة جحا مع القدر عندما ذهب جحا الى جاره وطلب منه أن يعيره قدراً ليطبخ فيه طعامه. في اليوم التالي أعاد جحا القدر وفي داخله قدر صغير، وكان ذلك القدر الوحيد الذي يملكه جحا ولم يكن بوسعه طبخ طعامه فيه.

سأل الجار ما هذا يا جحا؟ فأجابه ان قدرك ولد هذا القدر الصغير. تعجب الجار واعتبر جحا مغفلاً ولكنه فرح بالقدر الصغير.

في اليوم التالي عاد جحا مرة ثانية وطلب استعارة القدر، فاستجاب الجار لمطلب جحا وأعطاه قدرين.

تأخر جحا ولم يرد القدر الذي استعاره من جاره. فذهب الجار الى جحا مستفسراً عن تأخره ولماذا لم يرد القدر؟ فاجابه جحا وهو يبكي، جاري العزيز لقد مات القدران. ذهل الجار مما سمع واستنكر الأمر، فرد جحا قائلا، ولم لا؟ ألا تتوقع ان القدر الذي تنجب صغاراً أن تموت؟..

على أيام جحا كانت الحكم تشترى بدراهم واليوم محاضرات علمية وثقافية ودينية تعقد للحضور لها مجانــًا ورغم ذلك لا تقارن بحال المشغوفين بشراء ذلك القدر الذي وجد حظــًا كبيرًا بزمننا .

ومن ساعد على ترويج تلك البضاعة السيئة طحالب السناب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذين يحملون فكر فارغ لا هم لهم سوى الشهرة وجني الاموال حتى بدئوا بالتكاثر رويدًا رويدًا وذلك بفضل دعمهم من قبل بعض المغفلين والسذج والذين يزودونهم بالأكسجين عبر أنابيب صلبة حتى بتنا نشاهدهم بالعين المجردة .

لا أدري ايها القوم فربما ثقافة القدر تحمل بين سطورها علم يستنير منه الألباب ..!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق