الخميس، 19 أكتوبر 2017

حمار أصيل ..!



تبقى دراسة عالم الحيوان مثيرة ومن بين تلك التفاصيل هناك جمهور غفير من الحمير تناولتها الدراسة وسلطت الضوء عليها تحت المجهر وفق منهجها التحليلي والوصفي بحيث بينت مميزات تلك الحمير وسلبياتها وفق تحليلها وراثيـــًا عن طريق أخذ عينة دم, ولكن المثير في هذه الدراسة والذي حير هؤلاء العلماء إنهم وجدوا حمارًا شاذٍ عن باقي الحمير يتميز بذكاء خارق ويستخدم عقله جيدًا وبتتبع سلوكياته وجدوه لا يحتك مع باقي الحمير ويكره الاحتكاك معهم فلقد سئم من الحجم الهائل من الغباء الذي تحتويه جماجمهم مما جعله يميل إلى العزلة والانطواء ولقد وجدوا إن سلالته نادرة جدًا فهو بحق حمار ممتاز وصالح بمجتمعه وتتسم سلالته بالأصالة الحميرية ويستوجب الاعتناء فيها والمحافظة عليها من الانقراض ..!

تلك الدراسة عصفت بفكري إلى الماضي أيام الدراسة والاختبارات فقد ذكرتني بإحدى الطلبة الذي كان مجتهد بالغش من ورقة زميله ولم يترك حرفــًا إلا وخطفه حتى البسملة ورقم الطالب المغشوش منه واسمه لم يسلم من الاختطاف وتدوينها على ورقته وبعد العناء والجهد نهض بكل نشاط وحيوية وثقة وقام بتقديم ورقته إلى مراقبين قاعة الاختبارات حتى استدعت لجنة الاختبارات فيما بعد هذا الحمار المميز وقاموا بالتحقيق معه عن هذا السلوك "المستحمر" فربما يعود إلى سلالة نادرة تستحق الدراسة ؟!..
على كلا درجة "الاستحمار" تختلف من حمار إلى آخر ومن واقع إلى واقع آخر ولو نظرنا لواقع الحياة بوجهها الآخر منذ التاريخ البشري الذي خلق الله فيه الخلق لوجدنا إتباع الشهوات والتنصل من إطار العقل والفكر فالإنسان ميزه الله تعالى بالعقل عن الحيوان وأرسل له الرسل الذين ابلغوا رسالات ربهم ولكن إذا أصبحت العقول مؤجرة وغاب التفكر والتفكير , كالذين يعبدون سادتهم ويقدسونهم من دون الله ولم يستجيبوا لدعوته فقد وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴾ ..!
وواقعنا اليوم مليئة بالمعتقدات المنحرفة والأفكار الهدامة فالحمير منتشرون نسأل الله العفو والسلامة والثبات على دينه وسنة نبيه نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم " .

فالحقيقة دراسة الحمير نظرية مثيرة ومريعة بنفس الوقت تمنيت تطبيقها على الجنس البشري لربما نجد في التفاصيل سلالة نادرة قد تثير العلماء أليس كذلك أيها السادة ..!


طلال الفقير


هناك تعليقان (2):

  1. حقيقة وصف مبهر وتحليل يستحق الأعجاب وما أكثر الفصيلة الحميرية في زماننا هذا وخاصة في المسئولين للأسف

    ردحذف
  2. بعد أذنك صديقي سوف أنسخ المقالة الي موقع أخر مدونة بقلمك

    ردحذف