السبت، 12 نوفمبر 2016

من مذكرات محارب




لم أكن أتوقع أنني أعيش وأنا الآن أكتب لكم مذكرة من مذكراتي ضمن سلسلة حروب خضنا معاركها ولم تكن بالنسبة لي فلم من أفلام هوليود نستمتع بمشاهدتها فيها من قوة الإثارة ونحن نرتشف كوباً ساخناً من "الكابتشينوا" لنسامر به ليلينا ونحن نأكل من حبات الفشار اللذيذ في ليلة دافئة بل هو واقع ماثل أمام ناظرينا .

نسمع دوي المدافع ونشاهد صواريخ الطائرات وهي تتساقط بين جوانبنا ونلمح عابر القارات كأصوات الرعد وسرعة البرق .
 إن الخوض في غمار المعركة يتطلب قلباً جلمود وقوة تحمل وصبر إلى أبعد حد فأن لم تكن كذلك فأن سقوطك سهل ووشيك لتسقط وتموت مكانك.
ونحن نتجه وفق تكتيك محكم وفق سرايا قد تصل نسبة نجاتك 35% إن كنت محظوظاً طبعاً نتقدم مشياً على الأقدام في ظروف جوية قاسية نسير ليلاً ونبيت نهاراً بعد أن نقوم بحفر حفر نحفرها ونبيت بداخلها وإذا أظلم الليل بسواده خرجنا من تلك الحفر وسرنا ليلنا كله نسمع تحت قرع بساطيرنا على تهميش الجماجم التي ندوس عليها من جثث لمن سبقونا.
 وبعد احتدام المعركة نسمع صراخ وأوجاع من إصابات فادحة وموجعة يئن من إصاباتها كثير وتشتت الأشلاء هنا وهناك .

كثيراً من زملائي من أصيب ومنهم من قتل كانوا معنا قبل ثواني وهم يتحدثون بأحلامهم إن يعودوا إلى أسرهم ليعانقوا أطفالهم كم كانت عبرات الاشتياق لديهم كبيرة لم يستطيعوا إن يعبروا عنها بمجرد كلمات ولكن القتال المفاجئ أسقطهم وهم يتحدثون بابتساماتهم وهم بجانبك في ليلة ظلماء سقطوا وهم لم ينهوا حديثهم الباسم معنا .


                                           طلال الفقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق