الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

تراقص الإشباح






أخذت تطرب فحيح الثعابين على مكرها
فتوالت الضباع تأكل ما بقى
من فطيس على موائد الأسود ..

فبعد رحيلها غابت الشمس
ونسج الظلام بخيوطه أرجاء المكان
فدنست الأشباح كلام الرحمن
بتطفلها بتحريف النور المبين وتزييف تقديسه
وعلى هذا الهراء صفق المنجمون والمشعوذون
وهم يتراقصون طربـــًا
على نارًا أشعلوها وسجدوا لها ! ..


وعلى صخب مجونهم ابتذل الأدب
وشنقه المفردة وأغووها بسلك طريق الضياع
وصلبت الحقيقة بعد تقييدها
فعم الهدوء أرجاء المكان
فلا تسمع سوى أصوات نكره وأحداث مرعبه
وأصداه مجانين بهوس الفجور ! ..

تركت لهم قبس ٍ من نور
لو كانوا لهم عقول وقلوب تفقه وتفكر
لولت الشياطين والأشباح من هذا المكان ! ..


فهسيس الرحيل دعاني كرامة بين عتبات الظلام
فرحلت مع نجم سهيل عبر أفق أوسع
وتركت مدينة الأشباح وراء ظهري خاوية
على عروشها تسمع صدى تلاطم أصواتهم المرعبة
بين الجدران وصرير أبوابها المتهالكة ..

وتراقص أشباحها على لهيب النار
الذي أفلج مسامعي صراخهم وعويلهم
ولا ترى سوى عششت العناكب بخيوطها زوايا
المكان يدق مسمار نعشها الأخير عفريت ٍ وضيع
مغرم بعبودية الذات تتراقص على أحضانه
ساحرة مشغوفة بعربدة المكان ! ..




طلال الفقير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق