الأحد، 9 أكتوبر 2016

حمير تكتب ونعاج تصفق ..!






يتحدثون عن المثالية ويرمون بالورود على وقائعها ومن خلف الستار لقد رأت تلك العيون من بين ثقاب الباب إنها مثالية حقــًا ولكنها مقلوبة الحروف والأفكار فرائحة العفن فاحت من بين أنقاضها لقد تحدثوا عن الإنسانية كثيرًا وهم يعتقدون إن جرس الكلمات تكفي لإعطاء مدلولاتها .

فالحقيقة كانت غائبة فلم تحضر عندما كانوا يتحدثون وينـّظــرون بل عندما كانوا يتغنون على أجراسها حتى خرجت الحقيقة وهي متشحة بالسواد تبكي على محاولة اغتيالها .

لقد غربتني دنياي كثيرًا وعلى كثرة أوجاعها تعلمت من دروسها فلقد ذقت من مرارتها, وخالطت أجناس وأعراق تختلف ثقافتهم ومشاربهم بين مشرق , ومغرب , ولكن قد تتفق قلوبهم على البياض أو السواد .

إلى ذلك الوكر لقد أدميتم الورق وأنتم تكتبون بسواد قلبوكم من حروف سقطت كسقوط غياب الحقيقة بالوحل كم هي الذنوب التي تحملونها عندما تكذبّون هذا وتقذفون بشرف هذه , وهذا , وهم , وهؤلاء , وتطعنون بذاك لكل حرف سيكون شاهد عليكم لا لكم أن يوم الوعيد يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت كيف نكون بذاك الحال فتغييب الحقيقة والتي أخذت كثير من الأقلام بتسويقها لصالحها, فلكل قلم مفتاح له من الأفكار ولكل فكر يحمل عنوان صاحبه !.

فعندما تصرخ الأقلام بالحقيقة على بياض الورق تعود تلك الجرذان لجحورها المظلمة لأن وقعها ببث النور يرعب تلك القلوب المليئة بالسواد والتي تكره بياض الورق كما تكره نور الحقيقة الذي يفضحها ويعريها .

لقد وقفت على ذاك المكان كثيرًا تأملته جيدًا ولم أرى غير جرذان تجمعت لتحاكي السواد الذي بين ضلوعهم فلم تكن غائبة عني الحقيقة خلف أسوار تلك المدينة من تبادل القبلات والهمسات وللأمانة فلقد كان الحمام الزاجل وفيًا لتلك المدينة فما ذنبه وأن كان ما يحمله وقعه عظيم لأنه يؤمن بأن مدينة الفارابي لم تتحقق أحلامها على أرض الواقع فهي مجرد حلم وما دامت الأحلام هي أحلام سيكون هناك تيارات لكل تيار طموحه منهم من يحلق فيه فكره بين قمم الجبال تهابه السطور ويخشاه الورق لوقع الحقيقة وقوة الحجة وبراعة الأسلوب وأمانة القلم , ومنهم من يهوي فيه فكره بين ساقي مجنونه بهوس المجون وهؤلاء سيجتمعون على حروفه فرغم كسادها ستجدهم يطبلون ويعزفون أنهم حمقى تجمعهم الطبلة وتفرقهم الحقيقة كمخمورين تجمعوا بخمارة فأخذوا بالهذيان بكلمات وأفعال ساقطة لعن الله اللذة المحرمة والتي كم من نفس دنيئة سجدة لها !.

كثيرة هي الأقلام التي تغيب عن إظهار الحقيقة ولكن ستجدونها تتغني بواقع المثالية المقلوبة وستجد تلك الدموع من يمسحها ويدافع عنها وستقتص ممن لوثت يدي الخساسة طهر البياض أليس ذلك صحيحًا يا خفافيش الظلام .



طلال الفقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق