الجمعة، 21 أكتوبر 2016

أمـــــّــــة عاشت القرآن






لم يقرئوا القرآن فقط بل درسوه وتأملوه وحفظوه عن ظهر قلب إنها امـــّـة عاشت القرآن الكريم فلقد تدبروا حروفه ومعانيه تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.
 كان عبدالله بن حنظله عندما تلا رجل عليه هذه الآية) لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ( فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج، وقال: صاروا بين أطباق النار ثم قام على رجليه، فقال قائل: يا أبا عبد الرحمن اقعد، قال منعني القعود ذكر جهنم ولعلي أحدهم .. !
ومن حديث عبد الرحمن بن مصعب أن رجلا كان يوما على شط الفرات فسمع قارئا يتلو {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون} فتمايل، فلما قال التالي: {لا يفتر عنهم وهم فيها مُبلسون} سقط في الماء فمات .. !

سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله – تعالى} -: إن عذاب ربك لواقع، ما له من دافع} قال عمر: قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه .. !
قال ابن حجر في الإصابة في معرفة الصحابة ) عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ هذه الآية: " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " يبكي حتى يغلبه البكاء!.(

عند ابن أبي شيبة والبيهقي وعبد الرزاق رحمهم الله أنَّ أمَّ المؤمنينَ الطاهرةَ عائشةَ رضي الله عنها وأرضاها قرأت وهي تصلي قول الله تعـالى ( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) فبكت , وقالت:

)اللَّـهُـمَّ مُـنَّ علَيَّ وَقِنِـي عَذَابَ السَّمُـومِ إنَّكَ أَنتَ الْبَـرُّ الرَّحِـيمُ..(

قال محمد بن حجادة: قلت لأم ولد الحسن البصري ما رأيت منه - أي الحسن البصري - فقالت: رأيته فتح المصحف، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان.

ومن حديث أبي بكر بن عياش قال: صليت خلف فضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي بن فضيل فقرأ الفضيل {الهاكم التكاثر} فلما بلغ {لترون الجحيم} سقط علي مغشيا عليه، وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآيه، ثم صلى بنا صلاة خائف، قال ثم رابطت علياً فما أفاق إلا في نصف الليل.

نعم إنها أمـــّـة عاشت القرآن الكريم وعملت فيه قولا ً وعملا حتى نشرت دين الله بين أصقاع المعمورة وكسرت جيوش الكفر والطغيان فأطاحت بتيجان الفرس وأساوره الروم وبنت الحضارة الإسلامية بزمن تفشى فيه الجهل عندما غطس العالم ببحور من الظلمات كان نور الإسلام يضئ أصقاع الدنيا فأصبحنا متقدمين بالعلم والطب وما زال العالم بإحداثية هذا القرن يدين بهذا الفضل لهذا النور حتى أصبحت الشخصيات الإسلامية منهج تدرس بأحدث الجامعات العالمية كشخصية الفاروق ابن الخطاب "رضي الله عنه" وغيرها من شخصيات أعطت دروســًا مجانية بالعدل والمساواة والديمقراطية بل تعمقت ببحور الحرية وبفن القيادة ..

واليوم نحن أحفاد الأمس ليس لنا سوى التغني على أمجادهم حتى خرج علينا من بني جلدتنا بأفكار ملوثة تدعي "الليبرالية" الممسوخة من رحم مشوه تريد منهجه هذا الفكر الأعوج مكان القرآن الكريم قال تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاوأنكم إلينا لا ترجعون  ..(
لقد أضعنا الكثير فيا أمـــّـة ضحكت عليها الأمم بجهلها متى تفيقين ؟! ..



طلال الفقير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق