الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

ليت الفاروق يحكمنا من قبره





نحن العرب مشاغبون في مجلس الأمن وكسولون جدًا في استيعاب الدرس العالمي عبر الأزمنة , نعتمد كثيرًا على مدرس أجنبي لكي يساعدنا في حل واجباتنا العربية .

نحن نعشق اللهو والاستمتاع لدرجة إننا فقدنا حاسة التذوق لدينا ولم نعد نميز بين سلع أجنبية "ومزز وافدة " وتاهت أقدامنا عن تحقيق حلمنا العربي الكبير ! .

في مجلس الأمن لكل دولة لها مقام ومصالح تسعى لتحقيقها بل تبني ذلك على خطط استراتيجية بعيدة المدى لخدمة أمتها , أما نحن أصبحنا عالة على الآخرين نغذي سواعد غيرنا من اجل حمايتنا لأننا مشغولون في بناء ناطحات السحاب والتسابق على أطول ناطحة في العالم حتى تدون أسماؤنا المبجلة بموسوعة "قينس" للأرقام الفلكية , كذلك يوجد لدينا اهتمامات جادة بالرقص على انفتاحيه الآخرين والنهل من ثقافتهم , فهز الأرداف أهم بكثير من صناعة الصواريخ وإطلاقها , لقد مللنا من كثرة إعادة الاسطوانة المشروخة "نحن أبطال" والتي كانت بالماضي الجميل لا أدري لـِمَ نعيدها ونكررها بواقعنا المرير ! ..

حتى صدقنا إننا بزمن الفاروق وإن خالد بن الوليد (رضي الله عنه) وزير الجيوش العربية المحاربة قد اعدَ جيشــًا عرمرمــًا جبارا لدرجة إن أعداءنا المجاورين والبعيدين أخذت فرائصهم ترتعد من هيبته وهو يتلقى أوامره من الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ) صانع قرار حكيم ومحنك , والعالم يغبطنا على تقدمنا في العلم وهم مذهولون ومتابعون لإنجازاتنا في الطب والعلوم الأخرى وهم يتطلعون لمزيد من انجازاتنا المذهلة بعد ابن النفيس وابن الهيثم والرازي وابن الجزار والزهراوي والقائمة تطول من هؤلاء العلماء الأفذاذ ! .

أما إعلامنا فهو يغرد خارج السرب لأنه متفرغ لجلب كل أفرازة سيئة من الثقافات الهشة بالإعجاب والتصفيق لها والتطبيل الفارغ لجيوشنا العربية على إنها قوة جبارة لا تقهر وعندما تشتد الوقائع ويحتدم النقاش وتكون الكعكة مقسمة بمناسبة اغتصاب قطر من أقطارنا العربية المسكينة لا نستطيع الدفاع عنها لأن فوق رؤوسنا صواريخ عابرة للقارات والمحيطات موجه نحونا حتى بالحلم لم نشاهدها من قبل , ولكننا كرماء نعمل على فتح خزائننا لعل "فتوتنا يحس على دمه ويستحي على وجه ويتحرك " للدفاع عنا وعندما يتحرك "الفتوة" وتروق له تلك الخزائن من السبائك الذهبية والألماس تشعل الشموع ويتطاير الرصاص في الهواء الطلق حتى يعانق أعنة السماء فرحين على هذا الإنجاز المذهل وتبدأ قنواتنا العربية التعيسة بالاستعراض الفارغ وتنهال القصائد بوابل من المديح وتبنى المقالات الفارعة , وفي الحقيقة والواقع لا تتعدى محيط شاشة التلفاز ! .



طلال الفقير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق