الأحد، 23 أكتوبر 2016

النظرة المستحمره !




لقد حظي المقترح لوزارة التربية والتعليم لغلاف كتاب الرياضيات لصف الثاني الابتدائي الذي يحوي صورة حمار صغير يقدم الحليب لحمار كبير ردود فعل غاضبة جدًا ولا شك أصحاب تلك الردود نظروا من زاوية حميرية وطرحت الأسئلة والندوات والتخمينات والاتهامات ماذا تقصد وزارة التربية والتعليم بذلك الحمار الذي على الغلاف !..

هل تقصد المعلم والجحش هم الطلبة وهم يقدمون الحليب اللذيذ لمعلمهم ؟!..

ولو افترضنا من أصحاب النظرة المستحمرة لذلك الغلاف القضية إن المعلم حمار والطلبة (جحوش على وزن جحيش) ماذا سيكون الحيوان المناسب لوزارة التربية والتعليم إذًا حتى تكتمل النظرة المستحمره ؟!.

عندما يثيرون على ذلك الغلاف فلا يهمهم ما يخفيه هذا الغلاف فحتمًا ستصبح مفردة يثور مشتقة من فعل ثور يثور !.

لا شك إن النظرة المستحمره أخذت اهتمام وأبعاد عديدة وحظيت باهتمام إعلامي نوقشت فيه صفات هذا الحمار هل هو فعلًا حمار من صلب حمار أم حمار مهجن أتى من الغرب ؟! ..

فربما يحوي أفكار جميلة ورؤى متعددة تبشر لمستقبل منفتح نحو عالم الحمير, وتكشف أسرار جميلة عن هذا الحيوان الذين ظلموه بغبائه وأجحفوا حقه من الوفاء الذي يحمله لتحمله المشقة وعناء الطريق, فالصبر كان عنوان له !..

وربما أيضــًـا أرادت وزارة التربية والتعليم إبراز الوفاء لهذا الحيوان المظلوم تاريخيًا وحست بعقدة الذنب وأرادت جبر خواطر السلك التعليمي عندما سحبت صلاحياتهم بالضرب والركل والرفس للطلاب أبان الماضي المشئوم !..

وليس وزارة التربية والتعليم وحدها من شعرت بعقدة الذنب وتأنيب الضمير هناك الفنان سعد الصغير وهو يعبر عن شعوره بتلك الأغنية المثيرة (أنا بحبك يا حمار) والذي أفصح عن شعوره النبيل بهيامه وعشقه لهذا الحمار المظلوم عبر التاريخ !.

فالحمار يا قوم له قصة طويلة ولم يأتي من فراغ فأذكر أيام كنا أطفال صغار بالسن ونحمل حقائبنا ولا ندري ماذا تعني مدرسة كفكر طفل لا يعلم شي سوى عن والديه بهذه الحياة فهي عالم جديد له لا يعلم ما تخفيه فوجد جلادين معهم عصي يجلدوننا ونحن لا نعلم لما هذا الجلد والسب فتولد لدينا فكر إن هذه المدرسة أنشئت لتدريس الحمير فربما كان الغلاف ما هو ألا لرد الجميل لتاريخ الماضي لسلك التعليم فلا تظلموا الحمير يا سادة !.



طلال الفقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق