الأحد، 30 أكتوبر 2016

يا حلو خذ الرقم ..!






لقد جبت العالم بين باريس ولندن وبين وكين ولوس انجلوس وفينا وسنغافورة كانت اجواء ممتعة ورائعة لم الاحظ بتلك المدن امور شاذة غير مقبولة او غير مألوفة المخالفة "للأيدولوجيات" تلك الشعوب او تلك المناطق .

لقد حطت رحلتي على الخطوط السعودية القادمة من لندن الى الرياض كانت رحلة رائعة وجميلة.

لقد رغبت انا واحدى اصدقائي بأخذ قهوتنا المعتادة من مقهى يوم القهوة الواقع بشارع التحلية شمال مدينة الرياض وصلت هناك واذا صديقي يقول لي انظر يا طلال هناك الى اولئك المتجمهرين ظننا في بادي الأمر انه حادث مرور وسرنا بسرعة للبحث عن مخارج للطريق هروباً من الزحام ولكن للأسف حتى المخارج مكتظة بالسيارات وأصبحنا أسيرين تلك الزحام وبينما نقترب من تلك الجموع من الشباب أصحاب تلك السيارات الذين كانوا سبب تلك الزحام ومما أثارنا امرأة بسيارتها وسط تلك السيارات بعضاً منهم يرمي أوراق بداخل السيارة التي تتواجد بها المرأة مدون بتلك الأوراق أرقامه مع عبارات منمقة يا حلو خذ الرقم ويا دلوع ...الخ للدرجة بعض الشباب يريد أن يثبت وجودة بإلصاق الرقم على زجاج سيارة تلك المرأة إجبارا مع رفع صوت المسجل بموسيقى صاخبة وهذا لم أشاهدها بتلك الدول المنفتحة مما أذهلتني تلك التصرفات لدرجة ان الشباب على درجة عالية من الحماس ولو وجد هذا الحماس في شباب الأمة في معركة ضد اليهود لتم تحرير القدس من اليهود المغتصبين ومن شاهد حال هؤلاء الشباب في ذلك الشارع لقال حتماً اننا في ساحة معركة حمي الوطيس بها كلاً يريد ان يثبت وجودة وجدارته للتصبح الفارس المغوار لعل وعسى ان يفوز بتلك المرأة في هذه المعركة يا له من حظ سعيد وعقله الفارغ الرهيب.

لقد أذهلتني تلك المعركة وصرنا متابعين لها إلى أن انتهت بعد مشاهدة جمس الهيئة من بعيد لم يعد فارس من فرسان تلك المعركة من وجود لقد تفرقوا وكأن لم يكن هناك أصلا معركة بلمح البصر لم يعد لهم وجود، أما انا سرت وراء تلك المرأة لأعرف أسباب تعلق هؤلاء الفرسان بها لابد أنها ملاك يمشي على كوكب الأرض لقد ضربوا هؤلاء الشباب ملاحم وتضحيات من اجلها، بينما أتابع سيارتها وإذ تتوقف عند مستشفى وينزل سائقها ويتجه إلى شنطة السيارة ويخرج عصا ويفتح الباب الخلفي للمرأة ويعطيها العصا (عكاز) ونحن ننظر بذهول ونتابع بشغف لنرى تلك الملاك التي سحرت عقول الشباب وأدمت قلوبهم وهي تحاول النزول وعند نزولها نفضت تلك الأوراق التي تحمل عناوين هؤلاء الفرسان بانحناء ظهرها وضعف جسمها وتسحب رجليها ببطء يا لها من عجوز
iii لقد نظرنا لبعضنا بذهول واستغراب واخذت تنتابني

اسئلة عديدة هل هذا هو تقدير المراءة لدينا هل هذا ما يطلبه الشباب وفق العصر الحديث ؟!..


طلال الفقير

28/1/1428هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق