الأحد، 30 أكتوبر 2016

جحا وحماره التعيس . . !






(1)

ما إن علم جحا عن مسابقة "أم رقيبة" وتفحص خباياها حتى افرد معلقة شعرية لذاك التاجر الكبير صاحب المال والجاه الذي كان على رأس المشاركون بهذا الحفل .
يريد جحا منافسة الشعراء الذين يتكسبون بالمديح الفاحش والهراء الفارغ لعلّ وعسى يتساقط عليه شيئا من كرم الممدوح..! 
فانتصب أمام (المايك) وطفق يغرد بحماس منقطع النظير يشدو بمعلقته التي يقول فيها :

أنت بغل ٍ والنجـوم كـواكــب


إن لم تعــطني مــا يشفي غليلي

وعندما انتهى من الشطر الثاني من البيت لج المكان وقوبل جحا بقذائف من الحجارة متوسطة وبعيدة المدى حتى أسلم قدميه للريح مغادرًا "أم رقيبة" على بكرة أبيها ومن خلفه هدير وهتاف القوم جراء هذا الفعل المشين وعدم احترامه للحضور وحميتهم على هذا التاجر الغني بالفيتامينات الداعمة لهم !..
مسكين جحا لا يميز بين المدح والهجاء وبين الأدب وقلة الأدب وبين الأسلوب الحسن والبلطجة في عملية التسول التي أساء لها بفعلته الرعناء فما عليه إلا أن يترك التسول لأهله فهم أدرى واعلم بهذا الفن من غيرهم ! ..


(2)

صب جحا جمّ غضبه بموضوع لايفقه تفاصيله فمن حماقته أخذ يقذف بحمم سفاهته بين السطور تلو السطور وحتى الذات الإلهية لم تسلم من ذلك الأحمق بعد أنّ هم باسقاط ترهاته وفحيح شطحاته المنصرمة من حقده المازؤم على مخالفيه، والعياذ بالله ! والعجيب في الأمر إنه ما أنفك يهذي ويرغي متفلسفاً بين السطور الرمادية (ياعمري عليه) تارةً بالشتم وتارة آخرى بدس السم بالعسل مما حدا بالبعض وبحسن نيئةالتصفيق على هذا الهراء ليس من أجل فن وحرفنه هذا التخريف بل لأنها أفضل ما جادت بها تلك البيوت الخاوية على عروشها ! ..

بعد قراءة بعض الكتــّـاب لتلك (الشخاميط)الممسوخة والمتعفنة نصحه نصيحة لوجه الله إن ينتبه لنفسه جيدًا فربما حرف وليس كلمة قد تهوي فيه بقيعان جهنم والعياذ بالله ! ..

ففر جحا يسابق الريح ولم يستطع الوقوف أمام تلك العاصفة الثلجية من هذا النقد الجارف سوى حماره التعيس وهو يحاول تبرير الأخطاء بالأخطاء والبلاهة بالبلادة ففيما يبدو إن هذا الحمار أصيب بمرض "الزهايمر" أو أن عباءته تمزقت من سياط الشتاء دون شعور منه وجد نفسه كاشفــًـا عورته أمام الجميع (يا لهوي ايه ده اللي حاصل يا جماعه الربع ( ! ..



طلال بن محمد الفقير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق