الجمعة، 28 أكتوبر 2016

حرامي ولكنه شريف


كان منظر مريب عندما سرق ذلك الحرامي شنطة إحدى النساء المتسوقات في إحدى الأسواق ولاذ بالفرار.

وحسب تصريح السيدة المصدومة كان داخل تلك الشنطة مبلغ وقدره (9000) ريال + علبة روج مووووف + عطر + علك بالنعناع + منظره + مناديل معطرة + جهاز جوال له رنين بنغمة تحمل أغنية (تعمل بيه كده ليه) .. وكانت نغمات الأغنية تتكرر بأكثر من مره باتصالات متعددة دون انقطاع ,مما لفت انتباه الحرامي لتلك الأغنية المتكررة فدفعه فضوله للرد فإذا بها السيدة صاحبة الشنطة المسروقة لها بكاء وعويل وهي تترجى السيد الحرامي أن يعيد شريحة جوالها فقط لأنها تحمل أسماء لأرقام مهمة جداً في نظرها في تلك الشريحة ولا تريد سواها .

وبعد توسلات ممزوجة ببكاء رق قلب ذلك الحرامي الشهم ووضع لها الشريحة بل والجهاز معها ولم يكتفي بذلك بل وضع مبلغ وقدره (2000)ريال من التسعة الآلاف ريال في مكان غير معلوم وتم إبلاغ تلك السيدة ذات الحظ الكبير "أن طاحت على هيك حرامي" من حسن حضها بان الشريحة والمبلغ والجهاز في المكان الفلاني وهو مكان آمن تحت النظر .

وعندما أخذت تلك السيدة الشريحة تفاجأت فعلاً بوجود الجهاز مع المبلغ المذكور فانهمرت بالبكاء وفاضت قريحتها الشعرية بمعلقة تحمل نصوصها الشعرية تمجيد بذلك "الحرامي" الشهم مدحــًا لكرمه وعطائه وتواضعه يكفي انه تفضل بالرد على جهازها الجوال , فكثر الله أمثالكم أيها اللصوص الشرفاء فنحن قلما نجد مثلكم في هذا الزمن الأغبر والذي به تسرق جوالاتنا وأغراضنا الثمينة ولا أحد يرد علينا !.

ربما سأغير نغمة جوالي إلى رنة أغنية (تعمل بيه كده ليه) لنستعطف الكرم من أصحاب "الحرامية الشرفاء" فلم يعد لنا من سبيل إلا دموع التماسيح .






                                 طلال الفقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق