الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

صباحية العيد





عندما يتحدث القلم ينصت الورق على وقع تلك الحروف التي رسمتني طفل ٍ يلعب مع أقرانه بصباحية العيد نقرع أبواب الجيران بثيابنا الجديدة وبسمتنا المشرقة ببراءة الطفولة ترسم على شفتينا ضحكة غارقة بالفرح نبارك أيام وليالي العيد فيما بيننا وعلى قرع تلك الأبواب تهدى لنا قطع من الحلوى وبعض من (الطراطيع) نخرج فرحين تسبقنا خطاوينا نلعب , ونتعارك , نسقط وننهض , نغضب ونضحك , ونحضن بعضنا البعض وعندما يرسم السواد بظلام الليل نـُـطلق تلك (الطراطيع) التي تضيء سماء حارتنا وعيوننا ترقب لهيبها التي تبهج خواطرنا وتشعل بدواخلنا النشوة .

لأيام العيد فرحة تنبض فيها قلوبنا نحسب الأيام ونعد الليالي لقدومها ومن جمالها نجمعها من عمرنا , واليوم كبرنا وتغير الكثير في حياتنا حتى مجتمعنا لم يعد ذلك المجتمع الذي عاش على نور , حتى حارتنا القديمة لم نعد نستذكرها وضاعت فيها كثير من المعالم والعناوين , حتى أحباب الطفولة منهم من أنشغل بمشاغله ومنهم من فارق الحياة والثلة الأخرى من غرّبتهم دنياه !.

بين عيد الأمس وعيد اليوم مسافات وحواجز سقطت فيها كثير من النقاط عن الحروف حتى خرج عيدنا مصطنع غارق بالمجاملات ومتلون بأصباغ مزيفة !..

لقد دقت أجراس الحنين بدواخلنا لذلك الماضي الغابر فقد ذهبت تلك الأيام والليالي وليتنا نسترجع ولو جزء بسيط لذلك الزمن التليد لعشنا ماضينا وزهدنا بحواضرنا .


طلال الفقير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق